سورة الطور - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الطور)


        


{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ} اختلقه من تلقاء نفسه. {بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ} فيرمونه بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم.
{فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ} مثل القرآن. {إِن كَانُواْ صادقين} في زعمهم إذ فيهم كثير ممن عدوا فصحاء فهو رد للأقوال المذكورة بالتحدي، ويجوز أن يكون رد للتقول فإن سائر الأقسام ظاهر الفساد.
{أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَئ} أم أحدثوا وقدروا من غير محدث ومقدر فلذلك لا يعبدونه، أو من أجل لا شيء من عبادة ومجازاة. {أَمْ هُمُ الخالقون} يؤيد الأول فإن معناه أم خلقوا أنفسهم ولذاك عقبه بقوله: {أَمْ خَلَقُواْ السموات والأرض} و{أَمْ} في هذه الآيات منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإِنكار. {بَل لاَّ يُوقِنُونَ} إذا سئلوا من خلقكم ومن خلق السموات والأرض قالوا الله إذ لو أيقنوا ذلك لما أعرضوا عن عبادته.
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبّكَ} خزائن رزقه حتى يرزقوا النبوة من شاؤوا، أو خزائن علمه حتى يختاروا لها من اختارته حكمته. {أَمْ هُمُ المُصَيْطَرُون} الغالبون على الأشياء يدبرونها كيف شاؤوا. وقرأ قنبل وحفص بخلاف عنه وهشام بالسين وحمزة بخلاف عن خلاد بين الصاد والزاي، والباقون بالصاد خاصة.
{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ} مرتقى إلى السماء. {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} صاعدين فيه إلى كلام الملائكة وما يوحي إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن. {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بسلطان مُّبِينٍ} بحجة واضحة تصدق استماعه.
{أَمْ لَهُ البنات وَلَكُمُ البنون} فيه تسفيه لهم وإشعار بأن من هذا رأيه لا يعد من العقلاء فضلاً أن يترقى بروحه إلى عالم الملكوت فيتطلع على الغيوب.
{أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً} على تبليغ الرسالة. {فَهُم مّن مَّغْرَمٍ} من التزام غرم. {مُّثْقَلُونَ} محملون الثقل فلذلك زهدوا في اتباعك.
{أَمْ عِندَهُمُ الغيب} اللوح المحفوظ المثبت فيه المغيبات. {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} منه.
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً} وهو كيدهم في دار الندوة برسول الله صلى الله عليه وسلم. {فالذين كَفَرُواْ} يحتمل العموم والخصوص فيكون وضعه موضع الضمير للتسجيل على كفرهم، والدلالة على أنه الموجب للحكم المذكور.
{هُمُ المكيدون} هم الذين يحيق بهم الكيد أو يعود عليهم وبال كيدهم، وهو قتلهم يوم بدر أو المغلوبون في الكيد من كايدته فكدته.
{أَمْ لَهُمْ إله غَيْرُ الله} يعينهم ويحرسهم من عذابه. {سبحان الله عَمَّا يُشْرِكُونَ} عن إشراكهم أو شركة ما يشركونه به.
{وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً} قطعة. {مّنَ السماء ساقطا يَقُولُواْ} من فرط طغيانهم وعنادهم. {سحاب مَّرْكُومٌ} هذا سحاب تراكم بعضه على بعض، وهو جواب قولهم {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مّنَ السماء}
{فَذَرْهُمْ حتى يلاقوا يَوْمَهُمُ الذى فِيهِ يُصْعَقُونَ} وهو عند النفخة الأولى، وقرئ. {يلقوا} وقرأ ابن عامر وعاصم {يُصْعَقُونَ} على المبني للمفعول من صعقه أو أصعقه.
{يَوْمَ لاَ يُغْنِى عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} أي شيئاً من الإِغناء في رد العذاب. {وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} يمنعون من عذاب الله.
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} يحتمل العموم والخصوص. {عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ} أي دون عذاب الآخرة وهو عذاب القبر أو المؤاخذة في الدنيا كقتلهم ببدر والقحط سبع سنين. {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ذَلِكَ.
{واصبر لِحُكْمِ رَبّكَ} بإمهالهم وإبقائك في عنائهم. {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} في حفظنا بحيث نراك ونكلؤك وجمع العين لجمع الضمير والمبالغة بكثرة أسباب الحفظ. {وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ} من أي مكان قمت أو من منامك أو إلى الصلاة.
{وَمِنَ اليل فَسَبّحْهُ} فإن العبادة فيه أشق على النفس وأبعد من الرياء، ولذلك أفرده بالذكر وقدمه على الفعل {وإدبار النجوم} وإذا أدبرت النجوم من آخر الليل، وقرئ بالفتح أي في أعقابها إذا غربت أو خفيت. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة والطور كان حقاً على الله أن يؤمنه من عذابه وأن ينعمه في جنته».

1 | 2